صدور أول طبعة من فتاوى الشيخ محيي الدين معلم مكرم ونجله القاضي أبي بكر

لا يخفى أن الصومال من البلدان العريقة في الإسلام، وأشارت بعض الروايات التاريخية إلى أن الدعوة الإسلامية وصلت إليه قبل هجرة الرسول عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات إلى المدينة المنورة، وكان الصومال بوابة الإسلام إلى شرق إفريقيا.

وظهر في الصومال عبر العصور والأجيال مشايخ كان لهم الفضل في نشر العلوم الإسلامية، وكان بعضهم يقصد إليه من خارج الصومال، وكان لعلماء الصومال عناية خاصة بفقه الإمام الشافعي الذي كانت أسواقه في الصومال رائجة عبر التاريخ، وكانت الكتب المعتمدة في المذهب كالتنبيه للإمام أبي إسحاق الشيرازي، ومنهاج الطالبين للإمام النووي والإرشاد للإمام ابن المقري وغيرها من المتون والشروح تدرس بانتظام.

وكان بيت معلم مكرم من البيوت التي أنجبت مشايخ كان لهم أثر بعيد في نشر الفقه وحمل عنهم الفقه والعلم طلبة أنجاب قاموا بدورهم في نشره في مختلف أقطار الصومال، وكان من بين من خرج من هذا البيت: العلامة الشيخ محيي الدين معلم مكرم ونجلاه: العلامة القاضي أبو بكر والعلامة الشيخ محمد، وقد نهل من معينهم الفياض معظم الشيوخ الذين رفعوا راية الفقه في الصومال في العصر الحاضر.

وإلى جانب تدريسهما للعلوم الشرعية واللغوية تولى الشيخ محيي الدين ونجله الشيخ أبو بكر القضاء في مقديشو وفصلا بين الخصوم وقاما بمهمة الفتوى، ولكن فتاواهما بقيت مخطوطة ردحا من الزمان مما دعا شيخنا العلامة عثمان بن الشيخ عمر بن الشيخ داود الشهير بـ”حدغ” أطال الله بقاءه إلى التشمر عن ساعد الجد لطبع تلك الفتاوى قبل أن تسقط من يد الزمن، واستأذن في ذلك الشيخ الفاضل محيي الدين المعروف بـ”دينله” نجل القاضي أبي بكر الذي سمح للشيخ بمراجعة الفتاوى وطبعها، وتمكن الشيخ عثمان بعد جهود متواصلة بذلها هو وبعض تلاميذه من إصدار أول طبعة من فتاوى الشيخين المسماة بـ” بتحفة النبيه” في صفر سنة 1434هـ

فَتاوَى إِمامَيْنِ جَلِيلَيْنِ أَتْقَنَا

 

مَسائِلَ فِقْهٍ فِيْهِ بِالسَّبْقِ أَحْرَزَا

تَصَدَّى كِلاهُمَا لِنَشْرِ مَعَارِفٍ

 

إِفَادَةِ طُلابٍ وَبِالْفَضْلِ طُرِّزَا

وَإِحْيَا عُلُوْمِ الدِّيْنِ إِبْدَاءِ نُكْتَةٍ

 

وَإِسْدَاءِ مَعْرُوْفٍ وَلِلْحَقِّ أَبْرَزَا

وَكَانَا مُعِيْنَيْنِ لِمَنْ جَاءَ طَالِبًا

 

إِلَى الْعِلْمِ يَسْعَى كَيْ يَكُوْنَ مُبَرِّزَا

أَزَالا ظَلامَ الْجَهْلِ بِالدَّرْسِ دَائِمًا

 

وَشَادَا صُرُوْحَ العْلْمِ كَانَا تَعَزَّزَا

وَقَدْ فَصَلا بَيْنَ الْخُصُومِ وأَنْصَفَا

 

وَقَدْ شُهِرَا بِالعَدْلِ فِي الحُكْمِ مُيِّزَا

وَنَالا مَقَامَ العَارِفِيْنَ بِنِعْمَةٍ

 

مِنَ اللهِ ذِي الإِحْسَانِ ظُلْمًا تَحَرَّزَا

بِحُبِّ هُدَاةٍ صَالِحِيْنَ تَمَسَّكَا

 

وَقَامَا بَزَجْرِ الْمُبْطِلِيْنَ وَنَجَّزَا

وَلِلَّهِ دَرُّ الشَّيْخِ عُثْمَانَ مَنْ غَدَا

 

لإِحْقَاقِ حَقِّ قَائِمًا مُتَجَهِّزَا

فَكَمْ حِكْمَةٍ أَبْدَى وَكَمْ بِدْعَةٍ مَحَا

 

وَكَمْ نِعْمَةٍ أَعْطَى وَبِالْوَعْدِ أَنْجَزَا

جَزَى اللهُ عَنَّا الكُلَّ خَيْرَ جَزَائِهِ

 

وَأَوْلاهُمُ فَضْلا لَدَيْهِ تَجَوَّزَا

صَلاةٌ وَتَسْلِيْمٌ عَلَى سَيِّدِ الوَرَى

 

وَآلٍ وَأَصْحابٍ مَتَى الحادِ رَجَّزَا

فدونك هذه الفتاوى التي حوت مسائل يحتاج إليها المتفقه ولا يستغني عنها المفتي.

بقلم عبد الحكيم علي حسين

المصدر: شبكة النجوم الإسلامية

اضف تعليقك هنا

لم يتم النشر البريد الإلكتروني الخاص بيك.

القرآن الكريم

وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ

الآية رقم 28

من سورة الأنفال

الانضمام إلينا في الفيسبوك