سر الإدمان على حمدلة المنان

سر الإدمان على حمدلة المنان

بقلم محمد رشيد

أوصلتني مسيرة الحياة، إلى العمل في مكتب شركة، للحوالة النقدية، فكنت في تلك الحقبة، مكبا على القراءة والمطالعة، ذا حنين إلى الظرائف الأدبية، وأنا في ذلك الحال، مرتاح البال على أجنحة الآمال، وقد شاء العلي العظيم، أن يقع في يدي كتاب قديم، قد عنونه صاحب التصنيف، باسم ظريف، هو المستطرف في كل فن مستطرف، وقد سرحت العيون، في أزهار ربيعه الميمون، في تلك الصفحات البالية، لاقتناص الفرائد الغالية، والنكت البديعة، والتي كأنها درر منظومة، أو يواقيت منضدة، بغية ترويح النفوس، عن متاعب العمل والبوس، وإسدال الكواليس، على الهموم والكوابيس، وكان يجول في الخاطر، أن بأمكاننا تسجيل العابر، في رحلة الحياة الجارية، والأيام الفانية، لعله يأتي على غرار الحكايات، والقصص المرويات، في بطون المؤلفات، في القرون الخاليات.

بينما أنا أسبح في غمار الخيال، طلع رجل عليه سمة الجمال، وهو في عقد الكهولة، بين الشبيبة والشيخوخة، يتقمص لباس الوقار، شديد الاحترام للأغيار، رطب اللسان بالأذكار، يحمدل بين كل لفظتين، وهي من إحدى كلمتين، على اللسان خفيفتين، وعلى الميزان ثقيلتين، وإلى الرحمن حبيبتين، كما في الحديث المشهور، المروي عن النبي المنصور.

لقد جذبني مغناطيس كلماته، التي تتوسطها رنات حمدلاته، فأعجبني أمره، وحير لبي كنهه، فخضت أتسائل عن شأنه العجيب، لمعرفة سره الغريب، وفاجأته بسؤال، مستفهما عن حال، ماهو سر الإدمان، على حمدلة المنان؟، فأجاب بارتجال، من غير انفعال، وقال باسما، أبشر يا طالب، أحب الحمد لله، ولا خير من الحمد لله، وأموت بالحمد لله، ثم سكت عدة ثوان، وتلا سبع مثان، فأشار إلى جريان سنة الهاد، في اختلاف جبلة العباد، فتوادعنا في الحال، على أملي في لقاء بالمآل.

اضف تعليقك هنا

لم يتم النشر البريد الإلكتروني الخاص بيك.

القرآن الكريم

وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ

الآية رقم 84

من سورة الواقعة

الانضمام إلينا في الفيسبوك