لمحة عن العلامة الشيخ علي ميه المركي

لمحة عن العلامة الشيخ علي ميه المركي

ولد الشيخ سنة خمس وستين ومائتين وألف للهجرة في مركة، وتربى يتيما في حجر أمه وظهرت عليه آيات النجابة في صغره وكان لا يلعب مع الصبيان ويحب الخلوة، وينجذب إذا سمع القرآن الكريم.

وقد حفظ الشيخ القرآن الكريم وجد في طلب العلم، وأخذ الفقه وأصوله والتفسير والقراءات والتصوف وعلوم اللغة العربية عن أبرز علماء عصر كالشيخ محمد بن علي الباراسي والشيخ عبد الرحمن بن حاج الدارودي والشيخ محيي الدين عبدي طايو والشيخ مختار بن سمو الهمداني والحبيب النسيب السيد هاشم بن القاضي السيد علي الباعلوي والشيخ محمد بن عبد الله الباجنيدي تلميذ الإمام الباجوري، الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني الأموي قاضي القضاة في زنجبار وغيرهم من المشايخ.

وكان شديد الاعتناء بطلب العلم، قوي الذاكرة، مديما للمطالعة، وألف تذكرة اللبيب التي تناول فيها سيرته الذاتية، وردية اللبيب في فضائل الحبيب، وكتاب العين في التوحيد.

وكان الشيخ من كبار علماء الصومال وقد سافر مرة إلى زنجبار أيام السلطان برقش بن سعيد، فأعد السلطان أربعين من كبار علماء قطره لامتحانه وسأله كل منهم مسألة وأجاب الشيخ عن جميعها، فتعجبوا من سعة اطلاعه وغزارة علمه، فأكرمه السلطان وقال له: أطلب مني ما تريد، فطلب الشيخ منه شحن سفينة بالكتب الدينية، فتعجب السلطان من زهده في الدنيا وزخرفها حيث لم يسأله درهما ولا دينارا.

وأخذ الشيخ علي ميه الطريقة الأحمدية الرحمانية عن الشيخ حسن بن معلم مؤمن البصري عن الشيخ مولانا عبد الرحمن بن محمود عن مؤسس الطريقة القطب النفيس سيدي أحمد بن إدريس، وأخذ أيضا الطريقة القادرية عن الولي الكبير الشيخ أويس أحمد بن حاج محمد البرواي الذي أخذ هو من الشيخ علي ميه الطريقة الأحمدية الرحمانية.

وكان الشيخ إمام أهل الشريعة والحقيقة وانتفع به خلائق لا يحصون حملوا عنه العلم، وأرسل بعثات تعليمية إلى مناطق بعيدة عن مراكز العلم فنشروا الدعوة الإسلامية وهدى الله بهم الناس وجاوز خلفاؤه الأربعين، ومن أعيان تلاميذه نجله بدر الدين والشيخ حاج يوسف حسن والشيخ هلوله عراي والشيخ محمود عثمان والشيخ موسى عغله والشيخ داود علسو والشيخ عبد الله أفرح عداوه والعلامة النحرير الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمود والشيخ حسين الشيخ عبدي الهبيري والشيخ حسن دوبوينه وغيرهم من المشايخ، وممن أخذ عنه الطريقة الأحمدية الشيخ العلامة قاضي القضاة عبد العزيز بن عبد الغني الأموي كما ذكره في كتابه رحلة الساري إلى حضرة الباري.

وكانت أوقات الشيخ معمورة بإلقاء الدروس والعبادة وكان مستغرقا في الأوراد والأذكار سرا وجهرا، وكان لا يفتر عن الصلاة العظيمية لسيدي أحمد ابن إدريس.

توفي الشيخ ببلدته مركة سنة ألف وثلاثمائة وثمانية وعشرين للهجرة تقريبا رحمه الله رحمة الأبرار.

1 تعليق علي// لمحة عن العلامة الشيخ علي ميه المركي

اضف تعليقك هنا

لم يتم النشر البريد الإلكتروني الخاص بيك.

القرآن الكريم

ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ

الآية رقم 31

من سورة الحاقة

الانضمام إلينا في الفيسبوك